الزهراء عليها السلام أم أبيها

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم يا كريم

قال الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم :
فاطمـة أم أبيها

هذه الصديقة الطاهرة التي ولدت مسلمة و عاشت مسلمة و استشهدت
مسلمة لقد عاشت الزهراء عليها السلام لله و في الله و مع الله في كل
حياتها المباركة مع ابيها وقفت ومنذ صغرها تواسي ابيها وهو يتعرض
لأذى الحاقدين فكانت تمسح جبينه الشريف بيديها الشريفتين لقد عاشت
السيدة فاطمة البتول ايام الحصار في مكة مع امها ام المؤمنين و
حبيبة رسول رب العالمين السيدة خديجة الكبرى عليها السلام و تحملت
اعباء الرسالة و الدعوة الى جانب ابيها بكل كفاءة و ثبات

ان فاطمة سلام الله عليها التي جعلها الله ام ابيها و زوجة الوصي و ام
الائمة عليهم السلام هي بحق مشكات الانوار القدسية و مزهرة الاسماء
الالاهية و هي صاحبة البيت المعمور و فاطمة محبيها من نار السموم
من احبها احبه الله و من اغضبها خرج من رحمة الله

هكذا شكلت الزهراء المثل الاعلى و القدوة الصالحة لكل مسلم و مسلمة
من حيث المبدا و العقيدة و الخلق العظيم و السلوك الى الله فوهبها
الله التسبيحات و الصلوات و الادعية و جعلها سيدة نساء العالمين
اللهم صلي عالى محمد و آل محمد

روى انه دخل رسول الله صلى الله عليه و اله على فاطمة وهي تطحن
بالرحى وعليها كساء من احلة الابل فلما راها دمعت عيناه و قال
يا بنتاه تعجلي مرارة الدنيا بحلاوة الاخرة فقالت يا رسول الله الحمد
لله على نعمائه والشكر على الائه
فانزل الله سبحانه ولسوف يعطيك ربك فترضى

في رواية ان فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم استاذن
عليها اعمى فحجبته فقال لها النبي لم حجبتيه وهو لا يراك فقالت
يا رسول الله ان لم يكن يراني فانا اراه وهو يشم الريح فقال النبي
صلى الله عليه وآله اشهد انك بضعة مني

كانت عليها السلام معلمة و مرشدة لابنائها و لنساء ورجال المسلمين
لقد قدمت في سبيل الله كل شيئ الانفس والاموال لقد افنت حياتها الشريفة
مجاهدة صابرة و كان لدورها المبارك في فضح الانقلابيين خلال مرض الرسول
الاكرم و بعد انتقاله الى الرفيق الاعلى الفعل البارز في المحافظة على
الجماعة المؤمنة و اقرار احقية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عله السلام لخلافة رسول الله صلى الله عليه و أله و ابراز مقام و مكانة اهل
البيت عليهم السلام

لقد كانت اول استشهادية في سبيل نصرة الاسلام المحمدي الاصيل و قاومت
بشدة رؤوس الانقلابيين حتى افتضح امرهم و عرف كل المسلمين ان الزهراء
عليها السلام ماتت غاضبة عنهم و عن نهجهم و دورهم في زرع الفرقة
بين المسلمين

الاول منعها ارثها و الثاني حاصر بيتها و هدد بحرقه على من فيه
كانت الزهراء قائدة حركة المقاومة و الممانعة امام الذين استولوا
على مقدرات المسلمين و فصلوا بين الدين و الدولة و ارادوا طمس
معالم الولاية بعد ان انتهى زمن النبوة

نسألكم الدعاء