بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد
وعجل فرجهم و أهلك أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
العالم - Sat, 04/10/2010
في التاسعِ من نيسانَ/ابريل عام الفٍ وتسعِ مئةٍ وثمانينَ ، تاريخِ استشهادِ ايةِ الله العظمى السيد محمد باقر الصدر وشقيقتِه...
السيد الصدر، مرجعٌ دينيٌّ وعالمٌ كبيرٌ من علماءِ النجف الاشرف، له مؤلفاتٌ وفيرةٌ في ميدانِ العلومِ الدينية والاقتصاديةِ والسياسية، اشتهرُ برفضهِ للظلمِ ورفضِ ممارساتِ نظامِ البعثِ القمعية، فحاربَهُ سياسياً الى ان اقدمَ الاخيرُ على تصفيتِهِ واختِهِ الكاتبةِ بنت الهدى.
بعد ثلاثة عقود على استشهاده ، صدر الكاظمية في فيض الذاكرة .. علمٌ وجهادٌ فشهادة...
هي قصة فقيه سطر بسني عمره المتواضعة أنشودة عطاءٍ خُلِّدت في المُعاصِرِ من تاريخ المسلمين...
انه السيد محمد باقر الصدر مواليد العام الف وتسعمئة وخمسة وثلاثين ميلادية ابن مدينة الكاظمية العراقية، ونجل أحد أعلامها العلامة المرحوم السيد حيدر الصدر.
نسبٌ استحال عند الفتى العارف بربه تأشيرة عبورٍ للرحب من ميادين العلم، فأمسى رائداً في جميع محطاته...
سمات النبوغ احتوته صغيراً، فشرع في دراسة المنطق في الحادية عشر من عمره ليرتقي إلى مرتبة الإجتهاد في سن مبكرة...
أعوامٌ صاغ الصدر خلالها وبعدها ارثاً علمياً كبيراً قدمه على شكل مؤلفات ردفت كبريات المكتبات العلمية بما تحتاجه في معركة الرد العلمي على الاطروحات التي تتحدى الاسلام، ومن ابرز مؤلفاته: غاية الفكر في علم الاصول، فلسفتنا، اقتصادنا...
ومن منطلق ايمانه بضرورة أن تكون المرجعية على تماس مباشر مع هموم الأمة وشجونها ، زاوج السيد محمد باقر بين حلقات التدريس والبحث وبين مواكبة أحوال العراق والمنطقة على قاعدة "سياستنا هي عينُ ديننا"، فكانت اولى شرارات التصادم السياسي مع نظام البعث الحاكم وقتها. وعلى وقع تنديده بممارسات النظام وافتائه بحرمة الانضمام الى الحزب الحاكم خصوصاً بعد اخذ عملية الانضمام صفة الاكراه، اسس السيد محمد باقر الصدر حزب الدعوة الاسلامية موجهاً دعوته لعموم النسيج العراقي للانتفاض على ممارسات السلطة القمعية، في الاعتقال والتصفية والتشريد والتجريد من الجنسية...
هذه المواقف وغيرها جعلت عيون النظام مسمرة على تحركات الصدر الذي تقاطرت عليه رسل البعث الواحدة تلوى الاخرى يفاوضونه للعودة عن مواقفه تحت طائلة القتل، لكن دون جدوى...
فكان الصدام المباشر عام أربعة وسبعين عندما اعتقل السيد واقتيد من النجف الاشرف الى بغداد بإسم التحقيق، ثم وضع قيد الإقامة الجبرية في منزله عام تسعة وسبعين.
وفي الخامس من نيسان/ابريل الف وتسعمئة وثمانين بلغت المواجهة مع الشهيد الصدر خواتيمها، فاقتادته اجهزة النظام سراً إلى الإعدام وهذه المرة برفقة اخته وشريكة علمه وجهاده آمنة المكناة ببنت الهدى ، ليسجل التاسع من الشهر ذاته التحاقهما بموكب الشهادة...
رضا الشاب