الـنـقـاش الـفـنـي :: نظرة متكاملة للنّهوض بالواقع الفنّيّ ورسالته ::

بسم الله الرحمن الرحيم

لايخفى على كل مثقف أو فنان وكل إنسان يشغل الفن بمختلف أشكاله وأبعاده وقتا من متابعاته واهتماماته , بأن دائرة الفنون غدا في اتساع أكثر منها اليوم ,,
وأذواق وألوان الفنون المختلفة , تتنوع وتتجدد , وكل إنسان بما حباه الله من ميزة في نوع العطاء يضيف للإنسانية شيئا جديدا في الفن , كما يضيف أهل العلم في علومهم وأهل الصناعة في صناعاتهم وكذا في تفاصيل الحياة الإنسانية المختلفة .

فالفن مظهر حاجة إنسانية للتعبير ولفهم الكون والحياة والجمال , واختلاف الناس في فهم الحياة والنظرة لها والتفاعل مع معطياتها يخلق بالضرورة اختلاف أشكال تعبيرها وألوانها , مما يعني تنوعا في مظاهر التعبير الإنساني ومنها الفن .

وديننا العظيم , دين للإنسانية جمعاء , دين يرعى الجمال ويقوم "فلفسته" بما يحفظ الكرامة الإنسانية ويصونها , بمبادئ تراعي حرية الإبداع وترعاهما بشكل يحفظهما من التخبط ويعصمهما من فراغ الجوهر إلى قداسته , ومن اضطراب المظهر إلى سلامته ..

من هذا المنطلق نفهم " نظرة دين الإسلام " إلى الفن كإداة تعبير إنساني هامة , بل رقيها وسلامتها مقياس يدلل على مستوى حضارة الأمم وتقدمها , شكلا ومضمونا .

اليوم تشهد الساحة الفنية حضورا لافتا لم يكن في السابق كما يجب , لهذا المفهوم العميق تجاه الفن , وتحديدا إذا ماتحدثنا عن الفنون الغنائية بمختلف أشكالها , فقد بات هذا المفهوم آخذا بالاتساع في أوساطها , ورأينا نتائجه المختلفة على امتداد العالم ككل عبر أسماء و ألبومات ومهرجانات وصولا للأغاني المصور " الفيديو كليب" ..

ولأنا نؤمن أن هذه الفكرة بحاجة للرعاية , وبحاجة للتغذية الدائمة والمستمرة ,
وبأن هذه الفكرة لابد وأن يكون لها أهلها من المفكرين والكتاب المثقفين الباحثين دوما عن الأفضل , الساعين للرقي والتقدم , دون الانحسار في رؤى ضيقة أو محدودة بحدود معطيات الماضي ..

وافتقار هذه الفكرة الفنية السامية , وافتقار بعض أهلها للرؤية السليمة ,
يدخلنا في متاهات وتخبطات كثيرة , تعيق تقدم المسير , وتوقفنا في محطات كثيرة متكررة تعيقنا عن فهم معطيات الواقع للإحاطة به , وتجعلنا كالواقف المتحير أو المتوجس خيفة منه .

من هذا الفهم , ساعين لما هو أكثر منه , نعمل لإيجاد بيئة ثقافية فنية , ترقى لمستوى الحدث الفني اليوم , تفهمه وتتعامل معه , وتفهم أن حل أي مشكلة من مشكلاته هو الخوض فيها , والإحاطة بها , ففكرتنا قوية بما يكفي أن تحيط بالجميع .

فكل منا قد يملك تحليلا مختلفا , ويملك وجهة نظر مختلفة عن الآخر ,
إلا أنا في النهاية إما نصل لنقاط التقاء أساسية , أو نسير بخط متوازي , نعدم فيه التصادم المستقبلي , ضمن إطار " واسع " يحوي جميع الرؤى دون الحجر على رؤية دون أخرى , ودون تضييق إطار الرؤية وفق "منهج" واحد , ورؤية واحدة .

رؤى فنية , إكمال وتطوير لمسيرة "الأقلام الإنشادية" , ومسير بها نحو " اتساع المفاهيم والرؤية الشمولية للفن " , وسعي كذلك لاجتذاب الأقلام المثقفة و " الفنية " .
ودعوني أؤكد على عدة معايير هامة في المرحلة الجديدة تفسر النظرة المتكاملة الساعية للنهوض بالواقع الفني :

- التناول الموضوعي والشمولي للفن .
- حرية القول والتعبير لكل المناهج على الساحة الفنية .
- حرية النقد والرد على الأراء والأفكار المطروحة .
- ترسيخ قيم الحوار والتفاهم وتعزيز مفهوم التكامل بين التوجهات الفنية المختلفة.
- تنظير وتداول علمي لمصطلحات الفن ومفاهيمه .
- نقد منهجي بنّاء للواقع الفني وظواهره .
- معالجة منهجية لموضوعات الفن والدين .
- توسيع دائرة مفهوم الفن الهادف وشمولية موضوعاته .
- بناء و تطوير الثقافة الفنية لمتابعي الفن وأهله .
- أن يكون قسم "رؤى فنية " ملتقى لأهل الفن وكتابه .

وعلى هذا فأنا أؤكد ضرورة التزام الخطوط الحمراء الموضوعة سلفا لهذا القسم ,
ففيها صون لجميع الأراء , واحترام لها , وأشدد على أن هذا القسم لم يعد بحاجة للكتابات الهزيلة ثقافيا وفنيا , وليس بحاجة لتكرار جزئيات أشبعت حديثا و كلاما ,

وأنا أهيب بالنخبة أن يساهمو معنا في رسم صورة جديدة وأكثر إشراقا للقسم ..
فلسنا وحدنا نصوغ الرؤى الفنية , فالمكان يريد أهله , فهل هم مستعدون ؟
نريد رؤى فنية متكاملة تسعى لتسمو فوق الحدث لتصنعه وتنهض برسالته , لا أن تستلم و تسلم له ...

رؤى فـنـيـة :: نظرة متكاملة للنّهوض بالواقع الفنّيّ ورسالته ::

المجال مفتوح لكم لتأملاتكم , وتطلاعاتكم , ومشاركتكم الحدث برأيكم,
يرجى البعد عن النقاش وتبادل الردود قدر الإمكان فليس هذا مكانه..

جميل جداً..

عجبتني النظرة الأكثر شمول وانصاف .. : )

نحن معكم بإذن الله