ترك المحرمات وإتيان الواجبات

ترك المحرمات وإتيان الواجبات
البعض من الناس يعتقد أن تزكية النفس لا تصبح ذات قيمة عملية إلا بإتيان الواجبات وترك المحرمات ،والمؤسف أن أصحاب هذا الرأي قد خلطوا بين تزكية النفس وتزكية العمل،فكثير من الناس لم يكتفوا بالإتيان بالواجبات وترك المحرمات فحسب بل إنهم كانوا مقيدين بأداء المستحبات ، وترك المكروهات لكن وللأسف نجدهم في الوقت ذاته أنهم مبتلون بالرذائل الأخلاقية، فنرى أحدهم غارق في الرذائل الأخلاقية والصفات الحيوانية والشيطانية القبيحة إلى قمة رأسه.
وهؤلاء الذين ينطوون على هذا الفهم الخاطئ إما أنهم لم يتعقلوا الأحكام كما ينبغي أو لم تكن لديهم التجربة الكافية . وإلا لما تفوهوا بهذا الكلام ،لأن هذا الكلام كمن يقول((أنا أطلي كوزة الماء بالعسل حتى يصبح الماء داخل الكوزة له طعم العسل ، أو على الأقل كي يصبح الماء عذباً ))في حين ((أن الظرف ينضح بما فيه)) . فما هي العلاقة بين علاج الأمراض الروحية وترك المحرمات والإتيان بالواجبات ؟
فأصحاب هذا الأسلوب والنمط الخاطئ في التفكير يريدون الوصول إلى المطلق الحق عزَ وجل ، في حين أنهم خارجون عن ((الصراط المستقيم)) وقد أضلوا الطريق فينبغي لهم وقبل كل شيء أن يعمدوا إلى تطهير نفوسهم وأرواحهم من الرذيلة. كي لا يحصل لهم أي توجه نحو الذنب ويأتون بعد ذلك بالواجبات بعقل وفطرة نظيفين طاهرين.
فالإنسان عندما يدرك معنى ((الصراط المستقيم)) ويسلك هذا الطريق وينفض عن نفسه غبار الصفات الشيطانية الرذيلة عندها سيأتي بالواجبات وينتهي عن المحرمات بصورة تلقائية.
 وأخيراً نقول:
سائلين الباري أن ننفض جميعا غبار الصفات الشيطانية وأن نستحم من هذا الغبار بالنفحات الإيمانية وأن ننهل عبق الكلام من المدرسة العلوية مدرسة أشرف الخلق محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين 
اللهم صل على محمد وعلى آل بيت محمد
أختكم في الله
بنت الرسـالـة