أمل فرحات ...::| نشود جديد |::...
عدد المساهمات : 3 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 18/02/2011 العمر : 39 الإقامة : لبنان العمل/الترفيه : موظفة
| موضوع: في مراقبة شهر ربيع الاول ..... أرجو أن ينال إعجابكم الجمعة فبراير 18, 2011 5:27 pm | |
|
وهذا الشهر كاسمه ربيع الشهور ، لما ظهر فيه من آثار رحمة الله جلّت آلاؤه ونزل فيه من ذخائر بركاته وأنوار جماله على الأرض ، حيث اتّفق فيه ولادة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي يمكن أن يدّعي مدّع أنه ما نزل ـ منذ خلقت الأرض ـ عليها رحمة مثلها . فمقدار عظمة هذه الرحمة على غيرها يساوق عظم شرافة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على سائر المخلوقات ، فكما أنّه أعلم خلق الله وأشرفهم وسيّدهم وأقربهم إلى الله وأطوعهم له ، وأحبّهم لديه ، فكذلك شرف هذا اليوم على سائر الأيّام ، فكأنّه يوم بنيت فيها من الهدايات أتمّها ، ومن الكرامات أعظمها ، ومن الرحمات أشملها ، من البركات أشرفها ، ومن الأنوار أبهاها ، ومن الأسرار أخفاها . فعلى المسلم المصدّق بشرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المراقب في معاملة مولاه ، أن يعظم هذا اليوم عنده في الشرف بما لا يبلغه وصف الواصفين ، وأن يكون فضله لديه أكثر وأعظم من كل ما يقدّر أو يفرض من فضل الأوقات ، لأنّ في مثل هذا اليوم نزل أصل سائل الفضائل والشرافات ، لهذه الأمّة ، فجميع بركات النبوّة والإمامة والكتاب والشريعة إنّما ظهرت بوجود
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد استهلّ في مثل هذا اليوم المبارك ، فإذا ثبت ذلك بصريح حكم العقل ، وكشف عنه طريق النقل ، فعلى المسلم المراقب أن يجتهد بتمام جهده في شكر هذه النعمة العظيمة ، ويكون سعيه لسعة هذه الرحمة الواسعة ، ويجعله يوم عيده الأعظم ويتقرّب إلى الله جل جلاله فيه بالقربات الوافية ، ويتوسّل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالتوسّلات الكافية الشافية . ومن المراقبة لهذا اليوم العظيم أن يعظّم الشهر كله بالمساعي الجميلة ، القربات الفاخرة الجليلة ، ويناجي ربّه في عيد استهلاله(1) بما يناسب معرفته ، بمقدار منّه الله جل جلاله عليه من جهة هذه النعمة الحاضرة الفاخرة . واعلم أنّك لو أتيت بعبادة الثقلين ، وخلوص النبيّين ، لما أدّيت حقّ شكر هذه النعمة ، لا من جهة أن هذه الأعمال أيضاً من نعمه وموجبة لشكر آخر ، بل من أجل عظمة هذه النعمة التي يقصر عن شكرها أعمال العباد ، فعليك بحكم العقل بعد العلم بالقصور أن لا تقصّر في مقدورك من الجدّ والجهد ، ويكفيك بحكم الفضل أن يكون شكرك بدون الطاقة إذا وقع خالصاً لوجهه الكريم ، فإنّه يقبل اليسير إذا كان خالصاً ويشكر الكثير . ولكنّ المهم أن لا تغفل عمّا يجب عليك من حقّ هذا الموسم الجليل بالقلب ويكون عليك خجل القصور ، وحياء التقصير ، وتعمل عملاً يخرجك من حدّ الغفلة والتضييع ، وتبالغ في صدق الإخلاص مع خجل وحياء ، ويكون هذا اليوم في نفسك عظيماً بقدر عظمته الواقعيّة وإن كنت في أداء حق شكره قاصراً أو مقصّراً . وبالجملة ، الذي يجب على العبد بذل غاية الطاقة فيه هو عبادة القلب بالمعرفة والذكر والشكر وغيرها من عباداته ، وأما العبادة البدنيّة فالمرغوب
| |
|
أنين الزهراء
..:|مشرفة القرآن والأدعية |:..
عدد المساهمات : 1622 السٌّمعَة : 105 تاريخ التسجيل : 20/02/2010 العمر : 29 الإقامة : السعودية ||القطيف}~ العمل/الترفيه : طالبــــة
| |