بين الليل والنهار ...

النهار: مساء الخير أيها الليل ،مالي أراك تشيح بوجهك وتتوارى كلما أقبلت نحوك أفتخرت بقسم الله بك "والليل إذا يغشى وغفلت عن قسم الله بي "والنهار إذا تجلى" ؟؟؟

الليل : لقد غاظك سحر قمري وتلألؤ نجومي فأنكرت فضلي ،وجهلت قدري ففي ساعاتي سكون النفس وراحة الجسد ،ووحي الشعراء ،وإلهام المبدعين ، وفي ساحاتي محراب المصلين ،وأنس المحبين ،وعزاء المحزونين .

النهار : إن في جمالك سكونا ،وفي صمتك شجونا وما أنت إلا للنوم والإرتخاء ،أما أنا فأجدد الأمل ،وأدفع الناس للعمل ،لولاي ما ازدهرت البلاد ،ولا قانت الحضارات وما كتبت المواثيق التي تحفظ الحقوق ،أحسبت أن السكون خير من الحركة وقد أجمع العالم أن في الحركة بركة .

الليل : ويلٌ لك أيها النهار ،تعاديني وتخاصمني ،ومني كان ميلادك ؟ولرؤية هلالي يتلهف الناس ليعلنوا قدوم الأعياد ولولا قمري لما علم الناس السنين والحساب ؟!

النهار : كيف تزعم أيها الصديق أنك في حلبة الشرف سابق وقد قال تعالى "ولا الليل سابق النهار " لذا أرجوك أن توجز الكلام وتكف عن الجدال .

الليل : أما أكفاك ازدرائي وتحقيري ..؟؟كم سر لك أودعته في خزانتي ! أف لك !أما يكفيك ما فيك من الخطايا والذنوب ؟!
ولم جعلت السواد دليل ذل ؟ أليس السواد مشتقا من السؤدد ؟أما دريت أني حزت بالسواد الحظ الأوفر ،فشبه بي العود والعنبر ؟؟

النهار : ألا تعلم أني موصوف بالحسن والصفاء ومكارم الأخلاق ،ألست حامل مصباح الهداية وفي ظلامك مطية المكر والغواية ؟!

الليل : أينا حامل مصباح الهداية ؟؟؟ألم ينزل الله كتابه الكريم في ليلة مباركة ؟فكانت خيرا من ألف شهر ،وجعلها سلاما حتى مطلع الفجر؟!

النهار : شتان ما بين الثرى والثريا ؟أين سوادك من بياضي ؟ وبريق نجمك ـ إن تلألأ ـ من ضيائي ؟!

الليل : الحر لا يباهي بجمال الظاهر ،وإنما يفتخر بالفعل الجميل والقلب الطاهر ،فإن الخلق النبيل والعمل الشؤيف ميزان التفاضل ومقياس المراتب .

النهار : أيها الليل البهيم ،كيف تدعي أنك مظلوم ،وقد بادرتني بالهجوم ،فدافعت عن نفسي ،وناظرت بفضلي ،فاترك دعوى التباهي والفخر ،وقد أدبر الليل ،وطلع الفجر .

الليل : أنصت أيها النهار لتلاوة القرآن في الفجر :

" وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار ..وءاتكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها " ابراهيم /33 ..34 .

النهار : أيها الليل إذا ما اختلافنا وتعاقبنا إلا آيتان من آيات الله ، ونعمة من نعمه المسخرة للإنسان لعله يتذكر فيشكر ويتدبر فيظفر .

الليل: وداعا أيها النهار وفي كل وداع يتجدد لقاء

رائع جدا

شكرا لك

الاروع مروركِـ خيتي ملاك